في تصريحات متوقعة ويمكن وصفها بـ«الصادمة»، أعلن منذ أيام قليلة الرئيس الإيراني إصابة 25 مليون مواطن إيراني بفايروس كورونا، واحتمال إصابة ما بين 30- 35 مليون مواطن آخر بالفايروس خلال الفترة المقبلة، ووفاة ما يقارب من 14 ألف مواطن، ودخول 200 ألف مواطن المستشفيات لتلقي العلاج خلال الشهور الأخيرة.
من الأمور اللافتة أن تسجل إيران معدلات عالية للغاية من المصابين والمتوفين بسبب فايروس كورونا، وهي الأرقام التي دعمتها صور لبعض الأقمار الصناعية التي سجلت العديد من صور المقابر الجماعية الهائلة التي تم تخصيصها لدفن ضحايا الفايروس، وهو الأمر الذي يعكس تردي الوضع الصحي في بلد يضع المنظومة الصحية للمواطنين في ذيل اهتماماته، ويعتبر أن المواطنين ما هم إلا جيش مسخر لخدمة النظام السياسي الحاكم، وأداة لتنفيذ طموحاته وأطماعه.
تصريحات الرئيس الإيراني لها العديد من المدلولات؛ أهمها عدم قدرة النظام على حماية حياة المواطنين، وهي تعكس الفشل في إدارة أزمة بمثل هذه الضخامة، غير أن هذا الفشل ليس جديداً على شعب مغلوب على أمره، ونتيجة حتمية لسوء الإدارة والافتقار لحسن التخطيط، ومن المحتمل أن يكون استمرار تلك الأزمة متعمداً لإلهاء الشعب عن تردي أحواله المعيشية وشغله بقضية أخرى تستهلك طاقته، كما أنه من المحتمل أن تكون تلك الأزمة نتيجة مباشرة للعقوبات المفروضة على النظام بسبب عدائه للمجتمع الدولي ونتيجة لأطماعه وتدخلاته وسياساته الخارجية الحمقاء، كما أنها غالباً نتيجة لاجتماع كل هذه العوامل معاً.
قد يسخر البعض من فكرة تعمد النظام لإفشاء الفايروس بين المواطنين الإيرانيين على نحو مقصود، ولكن لو أعدنا قراءة التاريخ بالقليل من التأمل فسنكتشف أن إجرام الدولة الإيرانية كان يعتمد بصورة كبيرة على توظيفها للمواطنين الإيرانيين كحوائط بشرية خلال دخولها أي معركة مع أي طرف، فليس أسهل ولا أيسر أمام النظام الحاكم من إسالة دم الإيرانيين وإزهاق أرواحهم في سبيل تحقيق أهداف أجندته المشبوهة، وأي قارئ -على سبيل المثال- لمذكرات القادة العسكريين التي أوجزت طبيعة الحرب العراقية الإيرانية سيعلم إلى أي مدى استهان النظام بشعبه وبالأطفال المراهقين من خلال زجه بهم في أتون الحرب، وسيدرك بأي قدر ضحى بهم من خلال توظيفه لهم فيما يطلق عليه تكتيك الموجات البشرية.
نلاحظ أنه بين الفينة والأخرى تندلع مظاهرات عارمة في كافة أرجاء الشارع الإيراني، منددة بسوء الأحوال المعيشية، ورافضة للعقوبات الاقتصادية والعزلة الدولية المفروضتين على الدولة والشعب، هذه المظاهرات التي تعتبر في جوهرها صرخة غضب ضد النظام الإجرامي في إيران تقلق الزمرة الحاكمة، وهي تخشى أن تتحول يوماً شرارة الغضب لثورة هائجة مندفعة ضد أركان النظام تقتلعه من جذوره، لذلك فقد وجدت هذه النخبة في وجود فايروس بمثل هذه الخطورة قضية مهمة يمكن من خلالها تشتيت انتباه الشعب وشغله بعيداً عن أزماته الداخلية، ووسيلة ملائمة لإبعاده عن انتقادها وتحين الفرصة لإسقاطها.
عقب تصريح الرئيس الإيراني خرجت بعض الأبواق الإعلامية الإيرانية ساعية للتخفيف من حدة تلك التصريحات، وملقية باللوم على الحصار المفروض على الدولة، معزية سبب التقصير ومفسرة تردي الوضع الصحي في البلاد لتآمر العالم ضد النظام الحاكم، وهذه المزاعم تطرح بدورها العديد من التساؤلات: لم يفرض العالم العزلة على النظام الإيراني تحديداً؟ ألا يجد هؤلاء المبررون سبباً مباشراً لمقاطعة العالم لإيران ورفض تقديم أي نوع من الدعم لها؟ ألا تعتبر تلك المقاطعة نتيجة طبيعية ومنطقية لنظام دولة حريص على إرهاب العالم وتهديد الأمن والسلم الدوليين؟
لا أظن أبداً أن تصريح الرئيس الإيراني ينطوي على أي قدر من المبالغة، بل أعتقد أن العكس هو الصحيح، فالوضع الصحي في إيران في غاية الخطورة، والدولة غير قادرة على توفير العلاج للمواطنين لأنه باهظ الثمن بالنسبة لميزانيتها التي أرهقتها العقوبات الاقتصادية وأفلستها المقاطعة الدولية، فإلى متى سيتمكن هذا النظام المتهالك من الاستمرار؟ وإلى أي مدى سيصمد أمام العواصف الخارجية التي تعصف بحياة المواطنين الأبرياء وتزهق أرواحهم؟ وكم يا ترى باقي من عمر النظام المهترئ الذي بدأ بالفعل عده التنازلي منذ أن بدأ يعتبر الكوارث الطبيعية طوق نجاته وملاذه الآمن ضد غضب شعبه ونقمته.
من الأمور اللافتة أن تسجل إيران معدلات عالية للغاية من المصابين والمتوفين بسبب فايروس كورونا، وهي الأرقام التي دعمتها صور لبعض الأقمار الصناعية التي سجلت العديد من صور المقابر الجماعية الهائلة التي تم تخصيصها لدفن ضحايا الفايروس، وهو الأمر الذي يعكس تردي الوضع الصحي في بلد يضع المنظومة الصحية للمواطنين في ذيل اهتماماته، ويعتبر أن المواطنين ما هم إلا جيش مسخر لخدمة النظام السياسي الحاكم، وأداة لتنفيذ طموحاته وأطماعه.
تصريحات الرئيس الإيراني لها العديد من المدلولات؛ أهمها عدم قدرة النظام على حماية حياة المواطنين، وهي تعكس الفشل في إدارة أزمة بمثل هذه الضخامة، غير أن هذا الفشل ليس جديداً على شعب مغلوب على أمره، ونتيجة حتمية لسوء الإدارة والافتقار لحسن التخطيط، ومن المحتمل أن يكون استمرار تلك الأزمة متعمداً لإلهاء الشعب عن تردي أحواله المعيشية وشغله بقضية أخرى تستهلك طاقته، كما أنه من المحتمل أن تكون تلك الأزمة نتيجة مباشرة للعقوبات المفروضة على النظام بسبب عدائه للمجتمع الدولي ونتيجة لأطماعه وتدخلاته وسياساته الخارجية الحمقاء، كما أنها غالباً نتيجة لاجتماع كل هذه العوامل معاً.
قد يسخر البعض من فكرة تعمد النظام لإفشاء الفايروس بين المواطنين الإيرانيين على نحو مقصود، ولكن لو أعدنا قراءة التاريخ بالقليل من التأمل فسنكتشف أن إجرام الدولة الإيرانية كان يعتمد بصورة كبيرة على توظيفها للمواطنين الإيرانيين كحوائط بشرية خلال دخولها أي معركة مع أي طرف، فليس أسهل ولا أيسر أمام النظام الحاكم من إسالة دم الإيرانيين وإزهاق أرواحهم في سبيل تحقيق أهداف أجندته المشبوهة، وأي قارئ -على سبيل المثال- لمذكرات القادة العسكريين التي أوجزت طبيعة الحرب العراقية الإيرانية سيعلم إلى أي مدى استهان النظام بشعبه وبالأطفال المراهقين من خلال زجه بهم في أتون الحرب، وسيدرك بأي قدر ضحى بهم من خلال توظيفه لهم فيما يطلق عليه تكتيك الموجات البشرية.
نلاحظ أنه بين الفينة والأخرى تندلع مظاهرات عارمة في كافة أرجاء الشارع الإيراني، منددة بسوء الأحوال المعيشية، ورافضة للعقوبات الاقتصادية والعزلة الدولية المفروضتين على الدولة والشعب، هذه المظاهرات التي تعتبر في جوهرها صرخة غضب ضد النظام الإجرامي في إيران تقلق الزمرة الحاكمة، وهي تخشى أن تتحول يوماً شرارة الغضب لثورة هائجة مندفعة ضد أركان النظام تقتلعه من جذوره، لذلك فقد وجدت هذه النخبة في وجود فايروس بمثل هذه الخطورة قضية مهمة يمكن من خلالها تشتيت انتباه الشعب وشغله بعيداً عن أزماته الداخلية، ووسيلة ملائمة لإبعاده عن انتقادها وتحين الفرصة لإسقاطها.
عقب تصريح الرئيس الإيراني خرجت بعض الأبواق الإعلامية الإيرانية ساعية للتخفيف من حدة تلك التصريحات، وملقية باللوم على الحصار المفروض على الدولة، معزية سبب التقصير ومفسرة تردي الوضع الصحي في البلاد لتآمر العالم ضد النظام الحاكم، وهذه المزاعم تطرح بدورها العديد من التساؤلات: لم يفرض العالم العزلة على النظام الإيراني تحديداً؟ ألا يجد هؤلاء المبررون سبباً مباشراً لمقاطعة العالم لإيران ورفض تقديم أي نوع من الدعم لها؟ ألا تعتبر تلك المقاطعة نتيجة طبيعية ومنطقية لنظام دولة حريص على إرهاب العالم وتهديد الأمن والسلم الدوليين؟
لا أظن أبداً أن تصريح الرئيس الإيراني ينطوي على أي قدر من المبالغة، بل أعتقد أن العكس هو الصحيح، فالوضع الصحي في إيران في غاية الخطورة، والدولة غير قادرة على توفير العلاج للمواطنين لأنه باهظ الثمن بالنسبة لميزانيتها التي أرهقتها العقوبات الاقتصادية وأفلستها المقاطعة الدولية، فإلى متى سيتمكن هذا النظام المتهالك من الاستمرار؟ وإلى أي مدى سيصمد أمام العواصف الخارجية التي تعصف بحياة المواطنين الأبرياء وتزهق أرواحهم؟ وكم يا ترى باقي من عمر النظام المهترئ الذي بدأ بالفعل عده التنازلي منذ أن بدأ يعتبر الكوارث الطبيعية طوق نجاته وملاذه الآمن ضد غضب شعبه ونقمته.